Sejarah Pengumpulan dan Kodifikasi Al-qur'an - Arabic version (جمع القرأن وترتيبه)

oleh: Abdullah Nasir (mahasiswa FUPK-TH IAIN Walisongo Semarang)
 
 

إن الحمد لله الذى نزل القرأن الجليل نحمد ونستعينه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا يهد مضلّ له ومن يضلل فلا هادى له و أشهد أن لاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّد عبده و رسوله. و الصّلاة و السّلام على رسول لله صلّى الله عليه وسلّم أشرف الأنبياء ومرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.

هذه الرسالة لإنتهى المطلوب فى علم القرآن عن جمع القرآن و ترتيبه فى كليّة أصول الدّين النموذجيّة الجامعة والى سونجو الإسلاميّة الحكوميّة على الأستاذ أولين نعام

إنقسم العلماء جمع القرآن و ترتيبه فى عهدين و هي هناك فى عهد الرسول الله و فى عهد الخلفاء الرشدين.

1.  جمع القرآن فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم

فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد إطلق جمع القرآن ويراد به عند العلماء أحد معنيين : المعنى الأوّل هى جمعه بمعنى "حفظه" و جمّاع القرآن بمعنى "حفّاظه" والمعنى الثانى هى كتابته.

أوّلا : جمع القرأن فى الصدور (جمع القرآن بمعنى حفظه على عهد النبي صلى الله عليه وسلّم)

المزية الأولى لهذه القرآن العظيم هو جمعه وحفظه. قد نزل القرآن العزيز من الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلّم الأمّى فكانت همّته منصرفة إلى حفظه و استظهاره ليحفظه كما نزل عليه. ومن شأن الأمى (فى العادة) أن يعتمد على حافظته و ذاكرته لأنه لم يقدر القرأ و الكتب. وكانت الأمة العربيّة على عهد نزول القرآن تتمتع بخصائص العروبة الكاملة التى فيها قوة الذاكرة وسرعة الحفظ وسيلان الأذهان وكان العربي يحفظ مئـات الآلاف من الأشعار ويعرف الأحساب و الأنساب والتواريخ وقلّ أن تجد منهم من لا يعدّ لك الحسب والنسب أو من لا يحفظ. فجاءهم القرآن فبهرهم بقوّة بيانه وروعة أحكامه.

أما النبي صلى الله عليه وسلّم فقد بلغ من حرسه على حفظ القرآن أن يحي الليل بتلاوت آيات القرآن فى الصلاة عبادة وتلاوة وتدبيرا لمعانيه حتى تفطّرت قدماه الشريفتان من كثرة القيام لذالك فلا عجب أن يكون صلى الله عليه وسلّم سيّد الحفّاظ. وأما الصحابة فقد كانوا يتسابقون إلى تلاوت القرآن ومدارسته ويبذلون قصارى جهدهم لاستظهاره وحفظه و يعلمونه أزواجه و أولاده فى البيوت. 

ثانيا : جمع القرأن فى السطور أو جمع القرآن بمعنى كتابته على عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم

أما المزية الثانية القرآن العظيم هو جمعه و كتابته فى المصحف. لقد إتخذ رسول الله كتابا للوحي من أجلاء الصحابة كعلّي ومعويّة وأبي بن كعب وزيد بن ثبت تنزّل الآية فيأمرهم بكتابتها ويرشدهم إلى موضعها من سورتها حتى تظاهر الكتابة فى السطور الجمع فى الصدور. و كان بعض الصحابة يكتبون آيات القرآن عن طريق كتب القرآن على العسب, واللّخّاف والرّقاع والكرانيف والأقتاب و قطع الأديم و الأكتاف عن زيد ثابت قال : "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم نؤلف القرآن من الرقاع" أى نجمّعه و كان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآية حسب إرشاد النبى صلى الله عليه وسلّم وبأمر من الله تعالى ولهذا إتفق العلماء على أن جمع القرآن توقيفي يعنى أن ترتيبه بهذه الطريقة التى نراه عليها اليوم فى المصحف إنّما هو بأمرٍ ووحيٍ من الله, فقد ورد أن جبريل عليه السلام كان ينزّل بالآية أو اللآيات على النبى فقال له : يا محمد إن الله يأمرك أن تضعها على رأس كذا من سورة كذا, وكذلك كان الرسول يقول للصحابة : ضعوها فى موضع كذا.

2.  جمع القرآن فى عهد الخلفاء الراشدين

في هذا العهد, إنقسم العهد على العهدين وهى هناك كان عهد أبي بكر الصّديق رضى الله تعالى عنه و هناك عغد عثمان بن عفّان رضى الله تعالى عنه أيضا.

أولا : جمع القرآن فى عهد أبي بكر الصّديق رضى الله تعالى عنه.

كان أبو بكر الخليفة الأولى فى الإسلام بعد وفة النبي صلى الله عليه وسلّم وقد واجهته – فى خلافة أبي بكر – خطوب جسميّة وشدائد عظيمة ومشاكل صعاب ومنها حزوب المرتدين التى وقعت بعد وفة النبى محمّد صلى الله عليه وسلّم بين المسلمين و بين أتباع مسيلمة الكذّاب وكانت غزوة أهل اليمامة سنة اثنتـــي عشرة للهجرية تضمن عددا كبيرا من الصحابة القراء وقد إستشهد فيها كثير من قرّاء الصحابة, و كان سبعون قارئا من الصحابة قد إستشهد فى هذه الغزوة, فهلك ذلك المسلمين وعزّ الأمر على عمر بن خطاب فدخل على أبى بكر الصّديق فوجد فى حزن و ألم. وأشر عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع بموت الحفّاظ, فتردّد أوّل الأمر من أبو بكر  وكبر عليه أن يفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلّم, ثمّ رأى أن يأخذ بإرشاد عمر بن خطّاب بعد أن تبيّن له وجه المصلحة حتى شرح الله صدر أبي بكر الصّديق لذلك العمل الجليل فأرسل إلى زيد بن ثابت من أبي بكر الصّديق لمكانته فى القرءة والكتابة ولفهم والعقل وشهود العرضيّة وقص عليه قو عمر بن خطّاب. ولكن قد نفر زيد بن ثابت فى باديء الأمر كما نفر أبو بكر الصّديق من قبل.و تراجعا حتى طابت نفس زيد للكتابة.

امتزات الصحف التى جمعت فى عهد أبي بكر الصديق فى مصحف واحد بعدة مزايا أهمها :

أولاً       : التحرّي الدقيق التام, والتثبيت الكامل

ثانيًا      : لم يسجّل فى المصحف إلا ما ثبت عدم نسخ تلاونه

ثالثًا       : إجماع الأمة عليه, وتواتر ما سجّل فيه من الآيـــات القرآنيـــة

رابعًا     : شمول المصحف للقراءات السبع التى نقلت بالنقال اثابت الصحيح

وهذه المزايا جعلت الصحابة يلهجون بالثناء العاطر على أبي بكر الصديق حيث القرىن من الضياعوذلك بالتوفيق من الله تعالى ومدد من عنده.

وقد عرفنا, أمر أبو بكر بجمع القرآن فى مصحف واحد مرتب الآيـــات والسور وأن تكون كتابته غاية من التثبيت مشتملة غلى الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن فكان أبو بكر هو أوّل من جمع كتاب الله بهذه الصفة فى مصحف. 

ثانيا : جمع القرآن فى عهدعثمان بن عفّان رضى الله تعالى عنه.

فى عهد عثمان بن عفان السبب من نفس عثمان بن عفان لجمع القرآن ليس المناسب بسبب أبي بكر الصّديق. فقد اتسعت الفتوحات الإسلاميّة فى عهد عثمان وتفرّق القراء فى الأمصار وأخذ أهل كل المصر عمن وفد إليهم قراءتهووجوه القراءة التى يؤدون بها القرآن مختلفة باختلاف الأحراف التى نزل عليها. وإشتهر فى كل بلدان من البلاد الإسلاميّة قراءة الصحابي الذى علّمهم القرآن وقراءة بين بلدة الواحد إلى الأخر ليس المناسب على سبيل المثال هناك كانوا أهل الشام  يقرأون بقراءة أبيّ بن كعب وأهل الكوفة  يقراءون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم. فكن بينهم اختلاف فى حروف الأداء ووجوه القراءات حتى كاد الأمر يصل إلى النزاع والشقاف. وبعض ذلك مشوب باللحن مع إلف كلّ لقراءته ووقوفها عندها ومماراته مخالفة لغيره كاد بعضهم يكفّر بعضا بسبب إختلاف القراء. وحينئذ فزع إلى العثمان رضى الله تعالى عنه وأخبره بما رأى وكان عثمان قد نمى إليه أن شيئاً من ذلك الخلاف يحدث لمن يقرئون الصبية, فينشأ هؤلاء وبينهم من الإختلاف بينهم فأكبر الصحابة هذا الأمر مخافة أن ينجم عنه التحريف والتبديل وأجمعوا أمرهم أن ينسخوا الصحف الأولى التى كانت عند أبي بكر ويجمعوا الناس عليها بقراءة الثابتة على حرف الواحد, فأرسل عثمان إلى حفصة فأرسلت إليه بتلك الصحف ثم أرسل إلى زيد بن ثابت الأنصارى وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن حارث بن هشام القرشيين, فأمرهم ان ينسخوها فى المصاحف وأن يكتب ما اختلاف فىه زيد مع رهط القرشيين الثلاثة بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم.

روى عن أبي قلابة أنه قال : "لما كانت خلافة عثمان, جعل المعلم (المقويء)يعلّم قراءة الرجل والمعلّم يعلّم قراءة الرجل فجعل الغلمان يلتقون فيخنلفون حتى إرتفاع إلى المعلّمين حتى كفّر بعضهم بعضا فبلغ ذلك العثمان فخطب فقال : أنتم عندى تختلفون فمن نادى (أي بعد)عنى من الأنصار فهم أشدّ إختلافا" لهذه الاسباب والأحداث رائ عثمان بثقاب رايه وصدق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتّسع على الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يصعب الدواء فجمع أعلام الصحابة ورجال الرأي والبصر فيهم واستشارهم فى علاج تلك الفتنة وعلاج ذلك الإختلاف. فأجمعوا أمرهم على أن يستنسخ أمير المومنين مصاحف عديدة ويبعث إلى كل البلد أو مصر بمصحف منها وأن يأمر النفس بإحراق كل ما عداها حتى لا يبقى ثمة طريق للنزاع والإختلاف فى وجوه القراءة. فشرع رضى الله تعالى عنه بتنفيذ هذا القرار الحكيم فعهد إلى أربعة من خيرة الصحابة, وثقات الحفّاظ وهم زيد بن ثابت و عبد الله بن زبير و سعيد بن العاص و عبد الرجمن بن هاشم فقد كان من الأنصار, وكان هذا العمل فى سنة 24 هجرية, وقال لهؤلاء إذا اختلفتم فى شيئ من وجوه القراءة فاكتبوه بلغة القريش فإن القرآن نزل بلغتهم و طلب عثمان من حفصة بنت عمر أن تعطيه المصحف الذى كان عندها والذى جمعه أبو بكر لينسخ منه عدّة نسخ ثم يعيده إليه, ففعلت.

ثم وإذا ننظر إلى جمع أبي بكر و جمع عثمان للقرآن العظيم هناك كان الفرق بينهما. وهو

أولاّ : أن جمع أبي بكر للقرآن كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته فى مصحف واحد مرتب الآيـــات, جمعها اللخاف والعسب والرّقاع وأما جمع عثمان للقرآن كان عبارة عن نسخ عدّة نسخ من المصحف الذى جمع فى عهد أبي بكر لترسل إلى الأفاق الإسلاميّة

ثانياّ : كان السبب من جمع أبي بكر للقرآن هو موت الحفّاظ و أما السبب جمع عثمان للقرآن هو إختلاف القراء فى قراءة القرآن

والله أعلم وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.